مبادئ علم الفرائض
إِنَّ مَبادِئ كُلِّ ... فَنٍّ عَشَرَه ... الحَدُّ وَالموضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَه
وَنِسْبَةٌ وَفَضْلُهُ وَالوَاضِعْ ... وَالاِسْمُ الِاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
يطلق على علم الفرائض عدد من المسميات ؛ فيقال : الفرائض، والمواريث، وفقه المواريث، وعلم الميراث. وهذه الألفاظ كلها يراد بها معنى واحد عند التجوز ؛ وهو علم الفرائض، لكن المعنى الدقيق لكل واحد منها يختلف عن الآخر، لذا يحسن أن نعرف بكل واحد منها :
· الفرائض في اللغة : جمع فريضة، وتطلق الفريضة في اللغة على معان متعددة؛ منها : الحز، والقطع، والتقدير، والإنزال، والتبيين، والنصيب المقدر المفروض.
· واصطلاحا : هو علم يعرف به من يرث ومن لا يرث، ومقدار ما لكل وارث.
وقيل : هو فقه المواريث وما ضم إليه من حسابها. وقيل : هو نصيب مقدر شرعا لوارث. والأول أصح ؛ لأنه ينص على الغاية المقصودة من علم الفرائض، وهذا هو المطلوب تعريفه هنا ؛ حيث نريد تعريف علم الفرائض.
· والميراث في اللغة : هو البقاء، وانتقال الشيء من قوم لآخرين، ويطلق بمعنى : الموروث.
· واصطلاحا : هو حق قابل للتجزيء، ثبت لمستحق بعد موت من كان له ذلك ؛ لقرابة بينهما، أو نحوها.
وبمعنى أشمل : ما تركه الميت بعد موته من أموال وحقوق، يستحقها بموته الوارث الشرعي.
· وعلم الميراث : هو قواعد فقهية وحسابية، يعرف بها نصيب كل وارث من التركة.
· وفقه المواريث : هو الأحكام الفقهية المتعلقة بالإرث، وكيفية قسمة التركة.
هذه أهم الإطلاقات التي تطلق على الفرائض.
أهمية علم الفرائض وفضله :
علم الفرائض من العلوم الشرعية المحمودة لذاتها، لما ينشأ عن المعرفة لهذا العلم وإتقانه من تحقيق العدل الذي شرعه الله عز وجل في تقسيم المواريث، وإيصال الحقوق لأهلها على الوجه المشروع. وعلم الفرائض نصف العلم؛ لأن العلم قسمان : قسم يتعلق بحياة الإنسان في هذه الدنيا، من عبادات ومعاملات وأنكحة، وهذا القسم مبسوط في أغلب الفقه. وقسم يتعلق بالإنسان بعد وفاته وهذا هو علم الفرائض.
ولقد اعتنى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ببيان أهمية وفضل هذا العلم، ورغب في غير ما حديث إلى العناية به؛ منها :
1- قوله صلى الله عليه وسلم : «تعلموا الفرائض وعلموه؛ فإنه نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي». (رواه ابن ماجه، والدارقطني، والحاكم)
2- وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموه الناس؛ فإن امرؤ مقبوض، وأن العلم سيقبض، وتظهر الفتن، حتى يختلف الإثنان في الفريضة، فلا يجدان من يقضي بها». (رواه أحمد، والنسائي، والترمذي، والحاكم وصححه، واللفظ له، وصححه الذهبي في التلخيص)
3- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل : آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة». (رواه ابن ماجه، وأبو داود، والدارقطني)
قال الإمام الخطابي – رحمه الله عليه - : (وقوله : "أو فريضة عادلة" : يحتمل وجهين من التأويل : أحدهما : أن يكون العدل في القسمة ؛ فتكون معدلة على الأنصباء والسهام المذكورة في الكتاب والسنة. والوجه الآخر : أن تكون مستنبطة من الكتاب والسنة ومن معناهما ؛ فتكون الفريضة تعدل ما أخذ من الكتاب والسنة؛ إذ كانت في معنى ما أخذ عنهما نصا).
Komentar
Posting Komentar